الأعضاء

الاثنين، 24 أكتوبر 2011

تلك شواطئي


تلك شواطئي
على ضفاف عالمكِ المخملي
تعانق مرافيء البوح
وزرقة السماء
تشرع في المكوثِ
على مشارف واحتكِ
ها قد أتيتُ من بوابة الضوءِ
المنبعث من جبينكِ
كي أبذر أول حبة رملٍ
في صرحكِ المنشود
تغدق السماءُ بأنفاسها
على بيادر الغيام
كي يولد المطرُ
من رحم ارتعاشتي
أتدثر بيديكِ
وأنتظر البعيد
المدى يرسل أول نبضةٍ
في سطوري
لتنبعث مراكبُ الضوءِ
في بحر عينيكِ
أرتحل إليكِ
هاربًا من نداءات أغنيتك
علني أعود إلى وشائج رحيقكِ
حينما يخيم في صدري
فتنبت في دمي أشجار بوحكِ
تزهر أقحوان لهفتي
وتصفر في رئتي سنابلكِ
أركض خلف أطياف ثغركِ
المعلقة ما بين قلبي والسماء
ألتمس دفقة الشوق
في تراتيل أنفاسك
وينسكب الحنين أشرعةً
على صفحات بحرك اللانهائي.

كم اختنق

‎-1-
كم اختنق
وكم أتمادى عند الخوف
كي أتنفس من رئتيكِ
لاأتمهل
بل أتقدم نحو الموت

-2-
ما بال العشق يلاحقني
يحملني نحو الأكفان
لكني سأبقى إن متُ
مجنون يعشق أنفاسك
فالقبر حديقة أحلامي
أملؤه بوحا وهياما

-3-

ماذا لو مت أنا الآن
وحملت بعيدا ياقدري
هل تأتي نحوي في شوقٍ
ويداك تدثر أشلائي
وتلملم خوفي وعظامي
وتكوني في عمري الأتِ
إزيس أميرة أحزاني
تمنحني العودة بالعشق
وتصوغ حياةً للقلبِ
فيعود العمر لأحلامي
إني مشتاق ياقلبي
أن أخرج من بين ركامٍ
والشوقِ إليكِ وحرماني

- 4-

القيد ثقيلٌ سيدتي
والقبر عميق الإظلامِ
والخوف يعانق أعضائي
فلتأتِ إلي بقربانٍ
يمنحني العفو بغفرانِ
كي ألقى عيونك بجنانِ
ونجول ببستان العشق
أتدثر ليلا بفؤادك
فتزول معالم أحزاني

*************
د. مصطفى دويدار

سبحان الله

سبحان الله مصورنا
هو خالقنا هو بارئنا
وإليه تتوق جوانحنا
ترتعد وتهفو فراءصنا
وتطيب النفس وتنجذب
للذكر وتهدأ ثورتنا
كم أنت كريم ياربي
تعطينا الأمن وتمنحنا
عشقا للخير يقربنا
ندعوك كثيرًا نبتهل
فتفرج عنا كربتنا
ويزول الهم من الصدر
والقلب يردد فرحته
بجلاء الخوف بظلمتنا
وتعود البهجة تملؤنا
من بعد الأسر بغربتنا
ندعوك إلهي فطهرنا
من دنس الدنيا وقربنا
فتسود الكون محبتنا

قديستي

قديستي
أسطورتي
يامن أتيت من البعيد
المرتجى
أني أتيتك أستزيد من النقاء
فأستقيه من الجوى
قدري أمر إلى السماء
بلا سفائن موكبي
بين أنهماري
وانسكابي
في مواجيد الطوى
فلتحمليني في فؤادك
كي أبوح بما اعتراني
واستبيح مدامعي
عند انتمائك للنوى
لاترحلي
هذا الزمان المستحيل
قد اجتباني من سنابل مفرقك
كيما أصوغ شمائلك
أحيي الأنوثة في قطوفك
حين أشتاق الروا .

حين وُلِدتَّ

حين وُلِدتَّ
بدأ الكون
يزين وجهه
كنتُ وحيدا
بين تلال الخوف
هدأت روحي
بدأت تسبح
مثل فراشة عشقٍ
كي أتماثل
بين جفونك
بعد عناءٍ
رجلا يحملُ
عطر العشقِ
ثم أتيتِ
برعم حُبًّ
يحبو بدربي
كي يتشكلَ
بين يديَّ
ثم حملتك
فوق الكتفِ
وفوق الرأسِ
وبين جفوني
لمعة شوقٍ
ترنو إليكِ
ثم نضجتِ
صرتِ الأنثى
تشعل شبقي
فتراقصتي
مثل طيوري
كانت ترقص
في رئتيَّ

أجيء إليكِ كالبرقِ


أجيء إليكِ كالبرقِ
وأرسل
بارق العشقِ
أفجر ليلك الصامت
إلى جناتك الكبرى
وأنسرق
من الأهواء
في موجي
وأنسلخ من الأكواخ
في الظلم
لأبني غيمة كبرى
من الأشواق في بوحي
وأنتشرُ
كما الريحِ
أباغت موجك الطامح
إلى أبراجك العليا
فأكسر كل أشرعة
لإبحارٍ
بلا مركب
ومجدافي
شراييني
وشرياني لك موطن
أتوق لرقص أوتارك
على أنغام صحوتنا
فأنتفض
وأرتكب حماقاتي
على جنبات نشوتنا
فأنبهر
وأبتدر
فأرسل دمعي الساخن
إلى شرفات بهجتنا
فأرتطم
بفيض حنينك الدافق
وأرتقب

رحيق

هاتِ رحيقكِ إن أردتِ
واسكبيه على فمي
ما كنت يوما مارقا
حد التفوه بالغزل
ما كنت أعشق
غير حبات المطر
عند اشتعال البرد
في جسد تعلل بالمجون
فلتعبري بحر التغرب
في يقينك
واخلعي زي الخجل
اني أقمت على تلالك
ألف بيتٍ من قصيدي
وزرعت عريا في حروفي
كي تثور على الهموم
فتدثرت بشراشفٍ
من بين قلبك والوريد المنقطع
سكبتْ دمائي وانتشت
وتمتعت بين النساء
ببردة من مهجتي
قطفت شموسي
قبل أن يأتي الربيع
ودثرتكِ في الشتاء بعريها
تلك النجوم
تألقت بين اللغات
وبادرت خوفي
براية العصيان في زمني المعذب
في سمائك وارتوت
ظمأي شديد
فكيف لي أن أستفيق
فلتشعري وجهي بدفئك
عندما يرسو الشتاء بمرفأي
ولتقطفي بردًا تغلغل في ثماري
ولتتركيني في العراء بلا دليل
ثم ارجعي.

صبا

صَبَا
نسمةٌ في الصيفِ
أنعشت الرُّبا
عامٌ جديدٌ
قد أطل على المدائن مرْحبا
عيدٌ سعيدٌ
و الكؤوس المترعةْ
تروي الشفاه
بما اعتراها من الظما
تحيي الصَّبا
جئناكِ من أقصى البلاد
بالقلوب الشاغفة
نرجو رضاءك
والنجوم الساهرة
تغزو سمائك
بالضياء وبالعطور الذائبة
حبًّا وعشقا
نحتفي
واليوم عيدك يا صَبَا.

غيمٌ يمر على المدائنِ

غيمٌ يمر على المدائنِ
يستهل الروح بردًا واختناق
ويصبُ في صدري لهيبًا من نيازك بوحه
تسقط كأمطارٍ من القطران
وجعٌ
أنينٌ
وانهمارُ بلادةٍ
تأتي خريرا
من زئير الموت في الطرقات
تمضي العناكب في طوابير الصباح
تقتات خبزًا من دمائي
وتحط بين مواقدي
أسراب ضيم
لست المعنون بالأمان
كل العيون حزينة
النار تلتهم الدموع
الأرض تشرب من يقيني
والسل في قلب الزهور
يعلو سوادًا فوق أغصان الشجون
قالت أحبك وارتوتْ
من بين عشقي
والرعود
هانت دمائي
واستقرت في الزوايا المهملة
لاخوف يعدو بين أوكار الجراد
والبوم ينعق
أغنيات الموت فوق أغصان الصقور
إني عشقتك لاتخافي
سكن الضباب بمهجتي
والنار تطفيء أمنها
لاشيء يبكي
غير قلبي والطيور

ونظمت الشعر لعينيك

قالتْ والقول هنا الفصلُ
لو تدرِي كم كنت أحبُّك
والشوقُ الأوحدِ في صدري
يأخذني نحوكَ في شغفٍ
******
فوعيتُ على صوتِ البوحِ
ونهضتُ سعيدًا من نومي
قد كنتُ وحيدا في عمري
والآن وجدتكِ في دربي
تأتين كزهرٍ يتفتح
وعطوركِ تنداح بقلبي
وقطوفكِ تدنو من شفتي
فنثرتُ على وجهكِ قُبلي
وعقرت الخوف بمهجتنا
وسبحت وراءكِ في الكون
كي أدنو من ربوة قلبك
إني أحببتكِ أعترفُ
ونظمت الشعر لعينيك
وحملتكِ بين مسماتي
ورسمتكِ وشما في رئتي
ونزعتكِ من قهر الدنيا
ورفعتكِ نحو سماواتي
فضمتتكِ أنثى أعشقها
وصببت خموري في كأسك
الآن أراك كملاكٍ
تأتين إليَّ في شغفٍ
وثيابك تكشف عن أنثى
قد ثملت من عطر شفاهي
لتنامي عشقا في قلبي
فأعانق فيكِ أحلامي

إن كتبتِ ألف بيت


إن كتبتِ ألف بيت
في بلادي
أو نظمتِ ألف قافيةٍ
بدرب الكبرياء
إنني أرنو إليكِ
أسكب الأحلام طوعا
دون جهدٍ أوعناء
أشتهي منك الوصال
أبتغي حلما طريدًا
في السماء
ليس حلما عابثا
ليس لهوًا
في دروب الأغبياء
بل رأيتكِ في مدادي
ألف حرفٍ
يشتهي بوح النماء
إنني أنست فيكِ
حين أقبلتِ ضياءً
ألف رمزٍ للنقاء
كنتِ في ليلي نجومًا
تستقي منها شموسي
كل أطياف الضياء
من قال إنك عابرة
من قال إنكِ في حياتي
محض كذبٍ أو رياء
انتِ في قلبي قريرة
انت في رئتي الهواء
كم رسمتي في طريقي
لوحةً تحيي نقائي
من بريق الأتقياء
كم بذرتِ في حقولي
من فؤادك بذرةً
فيها رحيق الأنبياء
من ذا يحاول فيك طعنًا.
أو يقول عنك قولا
فيه خبث الأشقياء
لستِ في عيني إلا
شمعةً بين الظلام
ضوءً تهادى في دروبي
كي أفر من الشقاء
إنني أمنت أنكِ
منهلي للطهر دوما
ليس مثلك بين آلاف النساء
شعر : د. مصطفى دويدار