سمراء يجافيها النوم

سمراء يجافيها النوم
وتعاني من فرط الألم
سأغوص بأعماق الليل
كي أسرق منها الأحلام
وأمزق عنها رهبتها
فتكون كأغصان البان

تتراقص طربا لقدومي
وتذوب بصدري وتهيم
أحملها مابين ضلوعي
فتثور بشفتي قبلاتي
تتسرب كالماء وتجري
كي تغمرها كالطوفان
ونغيب عن الكون ونرقص
ما بين عيون الأقمار
نتسلق أشجار العشق
كي نقطف من خير ثمار
خدٌ وشفاه ترتجف
والقد وما بين جفونٍ
سحر أعتقه الرحمنُ
فتحرر من قيد الخوف
بعناقٍ يشعل نيراني

أتيتُ إليكِ

أتيتُ إليكِ مشتاقًا
وأناتي تعاودني
إذا عاودت أذكارك
وصرت رهين أحلامٍ
تدور بليل آهاتِي
وتأخذني
إلى بستان أفكارك
ونبض العشقِ يؤلمني
فأغفو بين شفتيكِ
كسنبلةٍ من القبلِ
تثور
وتستقي منك
عبير الروح كي تنمو
ويبقى الحبُ في صدري
كنهدٍ يروي أشواقي
بشهد العشق
لاينضب.
********
ضميني الآن إلى صدرك
كي أشعر بلهيب العشق
يعتصر نضارة نهديكِ
ودموعك تنساب كفيض
من طهر الحب يعاودني
فيبلل وجهي وينعشني
أتصبب شبفا يعصرني.

نبتكر فنون البوح

تراتيلٌ
وأنغام لنبض بين قلبينا
ترددهُ طيورٌ تعشق النجوى
بجوف الليل
تحلق مثل روحينا
على أنغام أوتارٍ
بها قبلات أحلام
تضاجع ليلنا الدفيء
وتحملنا إلى موج يهدهدنا
ويلقينا بنهر العشق
نبتكر فنون البوح

إشتقت لهذا العزف

إشتقت لهذا العزف المجنون
لكأسٍ ينبض بين يديكِ
حين أراقصكِ
يرقص معنا الكون
وتأتي طيور الدنيا
كي تتعلم لغة العشق

لغة القلوب

لغةُ القلوبِ
إذا تذوب مع الندى
تعطي البراءة للطيور
فتستجيب لها السماء
بلا ردى
فتجوب أرض العاشقين
وتستقي فيض اللمى
والزهر يزهو في المدى
وتحوطها لغة العيون
يأغنياتٍ من تراتيل الهوى

لا تنزعجي

لا تنزعجي
حين أباغت أذنك ذات مساءٍ
أهمس فيها
"إني أحبك"
حمرة وجه الخجل النائم
بين دروبك

تنهر وجهي
فأعانقكِ
كي لا تقفي فوق الموجِ
حين يثور بنبضة قلبي
رغم الرعشةِ في قدميكِ
ورجفة ليلي
بين يديكِ
فلتبتدئي
رحلة عشقٍ تهمسُ حبًا
بين طيوري حين تحلق
فوق فراشكِ عند السحرِ
ولتنهمري
مثل المطرِ
فوق شفاهي غزوة قبلِِ
تُسْقِطُ جسدي
مثل حصون جيوش التتر
حين أتاها غزو العربِ
فلترتجفي
غمامة فرحٍ بين السحبِ
تؤتي الأُكلِ
في بستانكِ
بين ربوعكِ
حين أعانق موج الجسدِ
أنهض بين جفونكِ قدرا
يلهب صمتكِ
حين أَطِلُّ كضوء القمرِ
لاتنزعجي
تلك حمائم عشقي
جاءت تصدح في أذنيكِ
كي تهديكِ صباح العشقِ

لغة القلوب

لغةُ القلوبِ
إذا تذوب مع الندى
تعطي البراءة للطيور
فتستجيب لها السماء
بلا ردى
فتجوب أرض العاشقين
وتستقي فيض اللمى
والزهر يزهو في المدى
وتحوطها لغة العيون
يأغنياتٍ من تراتيل الهوى

أخاصم قلبي

أخاصم قلبي
وألقي برأسي
على صدر خوفي
لكي لا أنام
تمرين عبر النسيم المغادر
نحو السماء

وأذكر أني أداعب وجهكِ
كل صباح
وألثم طيفكِ عند المساءِ
وكانت شفاهكِ
كأس المُدامِ
أتوق إليها
وأرقب عينيكِ بين الضياءِ
إذا ما أطلت نجوم السماء
وأشتاق حلمًا تراءى بليلي
كطوق النجاة
فأدنو وأبقى أسير ضلعوكِ
حتى الصباحِ
على ناهديكِ تحط يداي
كسرب الحمام
ترف وتعلو
وتدنو وتغدو
فتعطي النشيدَ هديل الهيامِ
وتبقى مياهي ببحر اندفاعي
هدير الغرام
فلا أستقر بدرب السلامِ
وأغفو طويلا
لكي لا أفيق بأرض السراب.

دعيــــني أحبـــــكـ

دعيني أحبك حتى الصباح
وأنهل عطرك دون ارتياح
وأزرع وردكِ بين الشفاه
لينضج ثمرا لعشقٍ مباح
وأقتات من ناهديك الحياة
وأدنو كثيرا كعصف الرياح
لأبقى بليلك ضوء السماء
وتبقين انت طبيب الجراح

3

سهى

سهى
عيد وفرح
وابتسمات العيون
وللشفاه المشتهى
طيرٌ يغرد في السموات العلا

وضياء قمرٍ
راح يهتف في الدجى
اليوم عيدك ياسهى
موجٌ تهادى في نهور من عسل
والخمر كأسٌ لاتجف
وما ثملنا وإن غدونا
بين أطياف الربى
نروي حكايا العشق حتى المنتهى
فاليوم عيدك يا سهى
وليستجيب لنبض أوتار السماء
أولي النهى
عزف تهادى في البلاد
مغردا كالطير عند المبتدى
فاليوم أشعلنا شموعًا من قطوف
العابرين إلى السماءِ
بلا جمود للرؤى
صبوا عطور الأمسيات
على الدروب وأفرغوا
كل الكؤوس
فقد ظمئنا كالغصون الظامئات إلى الندى
اليوم تشتاق الطيور إلى النسيم
بلا نوى
فاليوم عيدك يا سهى

حاورتك في الأسحار

 

كم حاورتك في الأسحار
وتعانقنا
وتبادلنا رقائق عشقٍ
حين هذينا بالأشعار
كنتُ أجوب الليل وحيدا
فأقابلك

وأنادمك
وأغازلكِ طول نهاري
أنزع عنكِ دثار الخوفِ
وأدثركِ بالإبهارِ
يا لؤلؤةً بين الموج
كي أملكها بذلت دمائي
حين عزمت على الإبحارِ
كنتُ أحلق كالعصفورِ
أعلو سماءكِ
كي أرقبكِ في الإبكارِ
وأعانقكِ
قصيدة شعر
تنضج دومَا في أفكاري

قلبك في شرياني

أحمل قلبك في شرياني
وأعلقهُ
أية حسنٍ في وجداني
يبعث ضوءًا
ينبض كالعصفور
ويرقص

ينشدُ في أوردة
قصيدة عشقٍ
تحمل سحر بيانك
حين أتاني
عطركِ يسبح في الأكوان

في الوعي وفي اللاوعي

في الوعي
وفي اللا وعي
أناجيكِ
أكتب
أسكبُ
في أوراقي دماء العشق

أنصهر
كأحجار الذهب بنيران الوجد
وأنهل من آبار جفوني
مايروي ظمأ العشاق
دموعًا تنسابُ
كأنهار الأرض
أقطف في الوعي
وفي اللا وعي زهوركِ انت

آن لي

آن لي
أن أعتلي قمم الوجود
هاربًا من قيد خوفي
لاجئًا بين النجومِ
أستزيد من أشتهاءات النهود
أرتوي من فيض أعنابٍ

تطلُّ من الصدورِ
غارقًا في بحر آهاتٍ تجود بما أريد
كي أمزّقَ كل أثوابٍ تدثر رعشةً
تعلو جمودي
حين تغدو في سمائي نجمةٌ
تختال ما بين الغيوم
آن لي
أن أستقي منها ارتوائي
حين أزرع قبلتي
فوق الخدود

فلتكوني كيف شئتِ

فلتكوني كيف شئتِ
إنَّ ما يهواه قلبي
أن تكوني في وريدي
ماء عشقٍ يعتريني
كي أذوبَ على شفاهك
مثل ثلجٍ بين جمرٍ لا يغار

أحتوي فيكِ اشتهائي
والندى يروي شحوبي
ترقبين العشق نارًا
تصطلي فيها القلوبِ
فانهضي من أرض خوفي
كي تصيرين المليكة للفؤاد
تنثرين البوح ضوءًا للنجوم
فلتجودي بما أتوقُ
حين تأتين عروسًا
ترقصين على فنوني
كي يكون الكون حضنا
من حنانكِ يحتويني

لماذا الدموع

لماذا الدموع بهذا المساء
وبين وبينك عزف جميل
تغرد فيه طيور الحياة
وترقص بين يدينا النجوم
أحبك أكثر وأدنو وأدنو
وأغزو شفاهك رغم الوجوم
وأأتِ إليكِ بما تشتهين
وما ترقبين
فتنمو حدائقُ عشقٍ جميل
وثورة حب تجوب المدى

أشتاقك

1-

أشتاقك
موجا يرتطم بشطآني
فيضاجع صخر الأحلام
ويثير الدهشة في جسدي
كي أركض مثل القرصان
وأعلق رايات العشق
بسفائن غزو تقتتل
فيثور بجسدي بركاني

2-

أعشق هذا الجسد الناضج
وأعاوده كل مساء

أنهل منه رحيق العشق
أزرع فيه زهور الشبق
كي أرويها بالقبلات
حين تمر مواكب شفتي
بين نهود الموج الدافق
فتبادرها كالشلال

همسات ليلية

1-

إليك السلام ومنك الحروب
وحربي ضروسٌ
فلا تحتمل
فشدي رحالك نحو الجهاد
فإني أتيت بلا موعدٍ
وما كان منكِ رفيف العيون
فليس لقلبكِ
غير الهرب

2-

أروم الشهادة بين يديكِ
فلاشيء يجدي بغير العناق
فلا الجند تقوى
ولا الطائرات
وقلبي بغرد مثل الحمام
وسيفي يطال حدودك انتِ
ويرجو اقتناصك مثل الغزال

3-

سهام عيونك مثل النصال
تمزق قلبي عند النزال
ولكن قلبي شديد الهيام
تعود غدر عيون النساء
سأبقيه خلفي
وأبقى وحيدا
وسيفي يداعب ورد الخدود
ويرسم قمرا يروم الشفاه
ويزرع عشقا
ويرجو النماء
إذا ما اقترب

4-

ولليل فينا حكايا تطولُ
يرددها الطير عند الصباح
ويروون عنا حديثا طريفا
وللعشق ليلٌ يروم الكؤوس
ورقص وشدوٌ يذيب الفلوب
وللشعر بوحٌ
يجوب السماء
ولي أن ألوذ بوجه القمر

5-

أتيت إليكِ
كموج البحار
جموحٌ كخيلي
أروم اللقاء
وانت الأميرة في قصر عشقي
وموتي حياةٌ إذا كان منكِ
وقبلة شهدكِ طوق النجاة

6-

وحين أمر بليل السهادِ
أراني أرنم شدوًا جديدًا
وترقص حولي طيور الغرامِ
لأنكِ قمرٌ على شرفتي
أطل بليلي كوجهٍ صبوحٍ
فبدد كل غيوم السماء
لنزهو بقلبي فنون الطرب

حروفي

حروفي روضة العشقِ
طقوسٌ جئت أنثرها
أؤديها صلاواتٍ
فتغدو مثل أعنيةٍ
ترددها عصافيرٌ
على شُبّاكِ ملهمتي

فيأتي الكونُ مبهورًا
يردد كل أورادِي كأجراسٍ
تزفُّ الروح للأفاقِ كي تعلو
إلى سمواتِ أفراحٍ
وأمجادٍ
من الفردوس
والأوتارِ تعزفها
ترددها مياه النهر
حين تعانق الظمآن
تسقيه من الكوثر

حلم

أغفو

والحلم يراودني

يأتيني في وهج الشمسِِ

أرقبه في عينٍ تصفو

وتبوح بعشقٍ يأسرني

ويصير وميضًا كالبرقِ

يجتاح الكونَ ويبهره
فأراه كوجهٍ أعشقه

ألقاه بعتمة أوجاعي

فيصير الليل أهازيجًا

وضياءًا يرقص من حولي

فأفيق بنشوة أحلامي

أتساءل من هذا الوجه

فتلوح بخلدي آمالٌ

أن ألقى الحلمَ

ولا أغفو .

وردةٌ انتِ

وردةٌ انتِ
تنامُ على عشب أمنيتي
أحلامها مثل الطيور
حباتُ قمحٍ في بيادر عشقها
وعناقها دفءٌ يغرد في السماء
وغناؤها نهدٌ به شهد الرواء

باردٌ وجه السماء

باردٌ وجه السماءْ
والغماماتُ التي
تلهو على أعتابها
جاءت تراود صمتها
وتعيد للمزن البريئة حملها
رعدٌ وبرقٌ يعتري قمم الجبال
والأرض تنتظر المخاض
فلتنجبي يا مزن في هذا المساءْ
مطرًا يعانق جرحها
فيصير بين ربوعها
وردًا وماءْ

أنا ما ابتعدت حبيبتي

أنا ما ابتعدت حبيبتي
ولا رضيت سوى البقاء
على حدود مدائنك
ابني قصورا من خيالٍ
كي أراقبَ ضوء وجهكِ
بين أجرام السماء
لا النجم يسطع مثل عينك
أو يثور على شعاعكِ
في المدى ضوء القمر
مازلت أرقب طيف عطركِ

في الدروب

أرى الخلائق

لا تجود بما أروم وأرتقب.

لا تغيبي

لا تغيبي عن عيوني يا فتاتي
جئت أسعى في مداكِ
كي ألوذ بصدر عشقك
لا أبالي
إن أتاني ليل خوفي
أو جفاني ما أروم من هواكِ
فلتكوني في جفوني
ضوء بوحٍ للأماني
كي أصوغ العشق لحنا للخلود

مازلت الناظر في عينيك

مازلت الناظر في عينيكِ
أبحث عن شيءٍ
يختبيء بموج التيه
الهادر بين جفونك
لا أعرف كنه الأشياء السابحةِ
كأقمارٍ تتناثر في سموات الليل

أبدأ بقراءة نصٍٍ مكتوبٍ بلغاتٍ
لا يفهمها
غير الطير الناسكِ
في محراب العشق
أتودد
أتقربُ
وأقرب قربانًا
كي تقبلني جفونكِ
وتقبلني رغم الخوفِ
حين أغوص ببحر الأسرار
وأبحث عن صدفات الدر
أتوضأ من نبع دموعكِ
أتهجد في قاع الأحداق
وأبتهل
وأرقب عمرا ينتظر
لقاء الأرواح
على أهداب العشق.

لا تخافي

لاتخافي
من سمائي
واسبحي بين النجوم
ضوؤها يرتاد ليلي
ريثما تأتي رعودي
تحمل الأوزار عنكِ

أو تقيكِ من شرودي
فانهلي من نبع صدري
وانتشي بين الوجودِ
واستزيدي من بريقي
لا تكوني محض خوفٍ
يبتغي أرض الوجومِ
فلتعودي
واهنئي مثل الطيور
حين تلهو في ربانا
بين أنغام الخلودِ
فلتجودي
إنما انت حدودي
أرتوي منكِ وأثمل
حين أغفو في ربوعك
بين جنات الوعود
إنني أنساب عشقًا
مثل أنهار الكروم
هل تخونين ظنونِي
أم تصونين عهودِي
لا عليكِ إن أتيتِ
مثل أنواء الشتاءِ
وانتبذتِ من بلادي
موطنًا دون الوجودِ
ياوجودي
وارتعاشاتي وخوفي
وانتماءاتي وبوحي
حين تشتاقين مني
موعدًا عند الورودِ
لن تكون الآن أرضي
محض دربٍ للصدودِ
فلتكوني في سمائي
كوكبًا للضوء يزهو
بين أقمارٍ تراقص
دمعةً بين الجفونِ
يا نسيم الروح
والنهر النميري
كم أتوق إلى ثمارك
حين تشتاقين مني
موردا يحيي القطوفِ
لاتخافي
إن تعودي
في وجودي
ينتشي في الكون عودي
فلتزودي
عن دمائي
حين ترتادين دربي
واسألي عني شهودي.
شعر : دكتور مصطفى دويدار

أعيدوني

أعيدوني إلى قلبي
فقد ضاقت بي السبلُ
وأرقني فراقُ الحرفِ
والأوراقِ والقلمِ
أعيدوني لكي أبقى
رفيق الروح في الآلام والأفراح

والكربِ
أعيدوني
أعيدوني
فأحلامي تراتيلٌ
ترددها أناشيدي
مع الفجرِ
وحين تفاقم الغسقِ
أعيدوني
وهاتوا من أمانيكم
قطوفًا تستبي قلبي
وتمنح آية الإبهار للشعرِ
أنا المشتاقُ للبوح
وللأنغام في الأوتارِ
والأطيارُ تعرفني
أعيدوني
أعيدوني
فقد ضاقت بي السبلُ

1